أهم الأخبارمقالات وكتاب

احنا الحكاية

احنا الحكاية اللي ماحدش كملها للآخر

احنا الحكاية اللي ماحدش كملها للآخر…

كتبت/بنت أباظة 

مش علشان ماحكيناهاش،

بس علشان كل مرة كنا بنبتدي نحكي… اللي قدامنا كان بيزهق، أو بيبعد.

ليه بقينا نخاف نحكي؟

علشان البوح بقى مؤلم.

مش بيحررنا زي زمان، بالعكس… بيوجع أكتر من الكتمان.

بقينا نحبس الكلام في صدورنا علشان مش كل اللي بنحكيله بيستاهل يسمعنا،

بقينا نخاف نحكي،

لأن الكلام مبقاش أمان،

بقى وجع،

بقى تعرية… تعرية لروحنا وقلوبنا .

كل كلمة بنطلعها بتكلفنا كتير،

وكل مرة نفضفض فيها… بندفع تمن تقيل.

 

بقينا نحبس الكلام جوانا،

مش لأننا مش لاقين اللي يسمع،

لكن لأننا اتعلمنا إن مش كل قلب بيسمع… بيفهم،

ومش كل اللي بيقول “أنا جنبك” فعلا بيكون موجود.

اللي بيموت فينا مش إننا اتجرحنا،

اللي بيموت فينا إننا اتجرحنا بعد ما سلمنا نفسنا بإيدينا.

صدقنا في وقت،

حكينا بصدق،

فتحنا قلبنا لحد كنا فاكرينه أمان…

قلنا: “إحنا تعبانين”، “مش قادرين”، “الوحدة بتكسرنا”،

وكان الرد… نظرة باردة، كلمة مالهاش معنى، أو خذلان خلانا نحس إننا كنا بنصرخ في فراغ.

كأنك ماسك سكين ومقدمه للي قدامك، بتقوله: “خد… بس إوعى تأذيني.”

وللأسف، بيأذي…

وبيأذيك وأنت لسه بتبتسم، ولسه بتصدق إن الحنية هتشفعلك.

كأن المشاعر بقت زي عصفور صغير وقع في إيد طفل قاسي…

بدل ما يطبطب عليه، كسرله جناحه.

وإحنا العصافير…

نرفرف جوا القفص، خايفين نطير، خايفين نتكسر تاني.

 

اللي وجعنا مش بس الوجع،

اللي وجع بجد هو إننا سلمنا نفسنا بإيدينا،

ووجعونا من غير ما يرمش لهم جفن.

إدينا ثقتنا، وقلنا: “خدوا بالكم مننا”،

بس اللي حصل… إنهم كسرونا وإحنا لسه مأمنين على الآخر.

 

بقينا نخاف نبان،

نخاف نتكلم،

نخاف نقول “إحنا محتاجين حد”،

لأننا في عالم بيشوف الاحتياج ضعف،

والبوح عبء،

والمشاعر ترف ملوش لازمة.

 

وحتى لو فكرنا نحكي،

بنخاف يحكموا علينا،

يفسروا وجعنا بطريقة سطحية،

يقولوا “بتبالغوا”،

أو “كلنا عندنا مشاكل”،

وينسوا إن اللي بيكلمكم دلوقتي…

محتاج يسمع كلمة تطمنه، مش حكم يقفله .

 

بقينا نضحك وإحنا من جوه بننزف،

نقول “إحنا كويسين”،

بس الحقيقة… إننا مكسورين وساكتين.

حاطين دروع حوالين قلوبنا،

ومشينا في الدنيا بوشوش غير وشوشنا علشان نلحق اللي فاضل من قلوبنا، مش علشان إحنا بخير.

إحنا مش بنخاف نحكي…

إحنا بنخاف نندم إننا حكينا.

بنخاف نوثق، ونرتاح،

وبعدين نلاقي نفسنا لوحدنا بنلم نفسنا من الأرض.

 

بقينا نحط مشاعرنا في درج،

ونقفل عليه،

ونرمي المفتاح…

لأن كل مرة فتحناه،

اللي حوالينا مش بس ما فهموش…

ده زادونا وجع.

إحنا ناس كانت بتصدق،

كانت بتحب ببراءة،

وكانت لما تتوجع… تستنى حد يطبطب،

لكن محدش طبطب،

ومحدش استنى.

ومع الوقت…

اتعلمنا نسكت،

اتعلمنا نكمل لوحدنا،

اتعلمنا إن الحكاية…

مش لازم تتقال

بس على قد الألم… لسه جوانا أمل صغير.

أمل إن في يوم نلاقي حضن حقيقي،

مش بيخاف من مشاعرنا،

ولا يتهرب من دموعنا،

حد ياخد العصفور اللي جوانا،

ويحطه على كفه… ويحافظ عليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى