فن وثقافةمقالات وكتابمنوعات

هو حب ولا ادمان روح؟

الحب أدمان أم وجع ؟

هو حب ؟ ولا ادمان روح ؟!

كتبت /بنت أباظة

زمان وأنا بتفرج على الأفلام، وخصوصا المشاهد اللي البنت بتقعد تبكي على حب قديم، ومش قادرة تتحرك خطوة لقدام، كنت بستغربها جدا. كنت بقول لنفسي: “يعني معقول في حد يعيش عمره كله على ذكرى؟ ما الدنيا مليانة ناس!”

بس لما جربت، عرفت…

الحب مش بس كلمة حلوة ولا علاقة وردية، الحب تجربة مرهقة جدا، بتستنزفك من جوه، وبتسيبك تايه لوحدك بعد ما كنت متغطي بحضن الأمان.

الحب مش دايما وردي…

الحب وجع، وتعب، ولخبطة، وتفكير مابيوقفش.

الحب ممكن يخليك تصحى من نومك بالدموع، وممكن يخليك تسكت عن حقك علشان ما تجرحش اللي بتحبه.

تتصرف تصرفات ملهاش أي تفسير، غير إنك بتحب وخايف تخسره، خايف يزعل، خايف حتى تفكر في إن الحياة تكمل من غيره.

 

أوقات الحب بيبقى شبه الإدمان.

مش بس لأنك بتتعلق، لكن لأنك بتحتاجه…

بتحتاج صوته، ضحكته، طريقته في إنه يقولك: “إنت بخير؟”

حتى لو مش بخير… وجوده بيطمن، بيهدي، بيسكن.

وأكتر وجع في الحب مش الرحيل…

الوجع الحقيقي إنك تحب مرة واحدة بس.

حب يفضل عايش فيك، حتى لو الشخص مشي، حتى لو الدنيا كلها قالتك انسى.

حب يخليك ترفض أي حد تاني يقرب.

كلمة بحبك من غيره تبقى تقيلة، باردة، مالهاش طعم.

حتى الاهتمام من غيره… يوترك.

تبص في عيون حد تاني وتحس إنك بتخون نفسك، مش بس الذكرى.

 

الحب ده اللي يخليك في كل لحظة حلوة تقول: ياااه، لو كان معايا دلوقتي!

تتخيله جنبك وانت بتضحك، وانت بتاكل، وانت سايق، وانت ساكت…

كأنه موجود، رغم إنه مشي.

 

الحب مش إنك تلاقي اللي يكملك،

الحب الحقيقي هو اللي يدخل حياتك يلمك، يرتبك،

يجمع قطع البازل المبعثرة جواك، ويخلي الصورة أوضح.

يوريك نفسك بعين بتحبك، تشوف فيها جمالك الحقيقي من غير ما تتجمل.

بس لما الشخص ده يمشي… بتعيش باقي عمرك بتتمنى لحظة واحدة ترجعك

وقت ما كنت مرتاح في حضنه،

وقت ما كنت بتحس بالأمان في صوته،

وقت ما كنت بتضحك من قلبك بجد.

 

وكل اللي حواليك شايفينك عايش،

بس الحقيقة؟

أنت واقف مكانك من يوم ما الحب ده راح.

واللي حقيقي ومش بيتعوض،

إنك تلاقي حد تحبه بصدق يخلي حياتك أهدى،

حتى لو مشي…

تفضل الذكرى عايشة، والإحساس باقي،

واللي عشتوا معاه يفضل يسندك في الأيام الوحشة،

يبقى هو السبب إنك لسه قادر تبتسم،

حتى لو الابتسامة مكسورة.

 

الحب حلو… حلو جدا، حتى لو انتهى.

لأنه ساب جوه قلبك لحظة، اللحظة دي كفيلة تعيش عليها عمر بحاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى