دنيا ودينسلايدرمقالات وكتاب

الشيخ مصطفى فرج الله : يكتب : أهلاً رمضان | مراسل مصر

الشيخ مصطفى فرج الله : يكتب : أهلاً رمضان | مراسل مصر

الشيخ مصطفى فرج الله : يكتب : أهلاً رمضان | مراسل مصر 

إمام وخطيب بإدارة أوقاف إيتاي البارود ثان

أهلا بضيف غال طال انتظاره أهلا بضيف تعالت فيه أصوات المحبين بالرجاء وارتفعت فيه أصوات المبتهلين بالدعاء وخشعت فيه أصوات المصلين بالبكاء، أهلا بضيف فتحت لأجله أبواب الجنان وغلقت لمكانته أبواب النيران لذا يقول النبي العدنان عليه أفضل صلاة وأزكى سلام كما في الحديث الذي رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» رواه الترمذي، فهنيئا لقوم أقبل عليهم رمضان فصفدت الشياطين لأجلهم وغلقت أبواب النيران لنجاتهم وفتحت أبواب الجنان لإستقبالهم ونادى عليهم ربهم أن أقبلوا على ربكم حتى تغفر لكم زلاتكم وتمحى لكم سيئاتكم وترفع درجاتكم، فها هو رمضان قد أقبل فاستنارت الليالي بأنواره وتعطرت الأرجاء بنسماته وها هي بشائر الخير قد أقبلت فأهلا ومرحبا يا رمضان، شهر رمضان موسم عظيم تفضل الله فيه على عباده بنعم كثيرة من أعظمها: إنزاله القرآن وفرضه الصيام قال الله عز جل:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة {١٨٥}. بشّرَ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بقدومه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرم” رواه النسائي بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل صيامه وقيامه فقال كما فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم، بشر النبي صلى الله عليه وسلم من فطر فيه صائما فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً” رواه الترمذي

هذه بعض العطايا والمنن التي تفضل الله بها على عباده المؤمنين في شهر رمضان، فيا من أدركتم رمضان لقد تمنى بلوغ رمضان أقوام فحالت الآجال دون آمالهم وطويت صحائف أعمالهم وسوف آخرون بالتوبة وغرهم ما هم فيه من العافية والإمهال حتى انقضت الأعمار وشدوا إلى الآخرة الرحال بأمر من الكبير المتعال .
فيا حسرة على من أدرك رمضان ولم يغتنم فرصته ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن تغفر له زلته وقبل أن تغفر له خطيئته .
فأما نحن فقد مد الله سبحانه في آجالنا وأطال الله فى أعمارنا وأدركنا رمضان فلنحمد الله على ما تفضل به علينا فلنبادر إلى كل ما يرضيه والقيام بما افترض علينا من الصيام والقيام إيماناً واحتساباً فلنكثر فيه من تلاوة القرآن والاستغفار والصلة والصدقة وسائر أنواع البر فلقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم! وأرجو أن تكون منهم” رواه البخاري .
فاشكر ربك أن أطال في عمرك فأدركت شهر الرحمة والعتق والمغفرة وتذكر أن خير الزاد التقوى فأكثر من الخيرات وتزود من الطاعات .
رمضان أهلاً مرحباً رمضان
الذكر فيك يطيب والقرآن
بالنور جئت وبالسرور ولم يزل
لك في نفوس الصالحين مكان
يتلون آيات الكتاب وما لهم
إلا بآيات الكتاب آمان
فظلامهم حتى نهايته تقا
وصباحهم من بدره إيمان
والسالكون سبيله أهل له
والناس فوق بساطه إخوان
يمشي الغني إلى الفقير بقلب
ذا حب له وبقلب ذا إحسان
إن يسكت الشيطان في نفسيهما
صوت الضمير تكلم الإنسان
الشيخ : سيد النقشبندي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى