دنيا ودين

مراسل مصر:3 خطوات للخروج من المعاصي.. الطريق إلى الجنة يبدأ من هنا

واصل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء حديثه عن خطوات الخروج من المعاصي، حيث تمثلت الأولى في أن تجعل النبي صلى الله عليه وسلم أبا لك، والخطوة الثاني أن تذكر الله كثيرا، وفي هذه المرة نتكلم عن الخطوة الثالثة وهي القدرة على التفريق ورؤية الحق من الباطل.

التفريق ورؤية الحق

وتابع في بيانه الخطوة الثالثة: هذه الخطوة مترتبة على الخطوتين السابقتين، فإن استحضار صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يجعله المسلم أبا له مع كثرة الذكر يولد في النفس والقلب البصيرة، ويتمكن من المفارقة، ولكن هذه المفارقة لا تتأتى إلا بالافتقار إلى الله وأن يطلب ذلك منه لأنه هو الحق سبحانه، وهو الهادي إليه، يقول تعالى : ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِى إِلَى الحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِى لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّى إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس :35]. وفي الدعاء المأثور اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

وأكمل علي جمعة من خلال صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك: تحقيق تلك البصيرة والقدرة على التفريق بين الحق والباطل يرى المؤمن دائرة النور ودائرة الظلام، فيرى في النور طاقة، ويرى فيه بيان وحلاوة وكشف عن الحقائق، ويرى في الظلام برودة ورائحة خبيثة وأحوالا مردية، ويخرج المسلم من الظلمات إلى النور بذكر الله والاستعانة به، فالله سبحانه وتعالى يوالي الذين آمنوا به ويخرجهم من الظلمات إلى النور كما وعد سبحانه بذلك في كتابه العزيز فقال تعالى : ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة :257].

وشدد: يتحصل الإنسان على هذه القدرة من التفريق بين الحق والباطل بتقوى الله عز وجل، قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾ [الأنفال :29].

وبين علي جمعة أن التفريق بين الحق والباطل نور، ويحققه الله لمن اتبع نوره الهادي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واستجاب للكتاب العزيز القرآن الكريم، قال تعالى : ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾  [المائدة :15، 16].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى